يُعدّ أخذ المطاعيم أكثر وسيلة دفاعيّة آمنة يمتلكها الإنسان لتجنّب الإصابة بالأمراض الخطيرة والمعديَة التي قد تهدّد حياته؛[١] حيث إنّ التّطعيم يحفّز الجهاز المناعي للوقاية من أيّ عدوى مستقبليّة يمكن أن يصاب بها،[٢] ولأنّ الوالدان هما الأكثر حرصاً على صحّة أطفالهم، يجب أن يحرصا على إعطاء أبنائهم المطاعيم للمحافظة على صحتّهم؛ حيث من شأن المطاعيم تقليل حدوث عدوى معينة في الجسم عن طريق تطوير أجسام مضادّة (بالإنجليزيّة: Antibodies) ضدّ المرض الذي صُمّم المطعوم للوقاية منه.[٣]
يتمّ إعطاء المطاعيم الآتية للطفل عند وصوله عمر الأربعة شهور:
أو لقاح الخُنَاق والسعال الدّيكي والكُزاز (بالإنجليزيّة: DTaP vaccine)، يتمّ إعطاء الجرعة الثّانية من اللقاح الثّلاثي البكتيري عند وصول الطّفل لسنّ الأربعة شهور، وهو مطعوم يقي من الإصابة بمرض الخُنَاق (بالإنجليزيّة: Diphtheria)، ومرض الكزاز (بالإنجليزيّة: Tetanus)، ومرض السّعال الدّيكي (بالإنجليزيّة: Pertussis)،[٣] أمّا عن مرض الخُنَاق؛ فهو مرض يصيب الجهاز التّنفسيّ مسبّباً مشاكلاً في التّنفس، وشللاً، وفشلاً في القلب، ومن ثمّ الموت، وهو مرض مُعدٍ بشدّة يتنشر عبر الرذاذ عن طريق العطاس أو السّعال، أمّا مرض الكزاز فتسبّبه بكتيريا موجودة في التربة، وعندما تدخل جسم الإنسان تبدأ بنشر سمّها الذي يهاجم الجهاز العصبيّ؛ مما يسبّب تشنّجات في العضلات، ويسبب الموت إذا لم يتمّ تلقّي العلاج، وبالنسبة لمرض السّعال الدّيكي، فهو أيضاً مرض مُعدٍ بشدّة يسبّب تشنّجات سعاليّة تؤدّي إلى صعوبة تناول الطّفل الطّعام والشرب وحتى التّنفس، ويمكن أن يؤدّي إلى الالتهاب الرئويّ، والاختلاجات، وتلف الدّماغ، والموت.[٤]
من الأعراض الجانبيّة البسيطة التي يمكن أن تحدث جرّاء أخذ اللقاح الثّلاثي البكتيري ما يأتي:[٤]
أمّا عن الأعراض الجانبيّة الخطيرة التي يمكن أن يُحدثِها هذا اللقاح، فقد يتعرّض الطّفل إلى ما يُعرَف بردّ الفعل التّحسّسي (بالإنجليزيّة: Allergic reaction)، ويحدث بعد دقائق معدودة إلى عدّة ساعات من أخذ جرعة اللقاح، ويُعدّ نادر الحدوث، ومن الأعراض التي تظهر على الطّفل المصاب بردّ فعل تحسّسي نتيجة أخذ اللقاح ما يأتي:[٤]
من الجدير بالذّكر أنّه يجب عدم إعطاء الأطفال جرعة لاحقةً من اللقاح الثّلاثي البكتيري في حال تعرّضهم بعد أخذ جرعة منه لحدوث اختلاج، أو استمرّ بكاؤهم لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، أو إن ارتفعت درجة حرارتهم لأكثر من 40.5 درجة سيلسيوس.[٤]
يتمّ إعطاء الجرعة الثانية من لقاح المستدمية النزلية النوع ب (بالإنجليزيّة: Hib vaccine)،[٣] في الشهر الرابع من عمر الطفل، ولكنّ هذا اللقاح لا يحمي من الأمراض الأخرى التي تسبّبها الأنواع الأخرى من بكتيريا المستدمية النزلية،[٥] ومن الجدير بالذّكر أنّ بكتيريا المستدمية النزلية النوع ب يمكنها أن تسبّب مرض السّحايا، ومرض الالتهاب الرئوي، وتورّم الحلق بشكل يجعل عملية التّنفس صعبةً، إلى جانب الإصابة بالعدوى في الدّم، والمفاصل، والعظام، وحتى غشاء القلب، كما تؤدي إلى الموت، وبالتالي فأخذ المطعوم ضد هذه البكتيريا يقي من الكثير من الأمراض.[٦]
لا يظهر على معظم الأطفال أيّ آثار جانبيّة جرّاء أخذ جرعة من لقاح المستدمية النزلية النوع ب، لكن من الممكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبيّة على بعض المرضى، وتزول بشكل عام سريعاً في غضون يومين أو ثلاثة، ومن الأعراض الجانبيّة التي من الممكن أن يسبّبها لقاح المستدمية النزلية النوع ب احمرار وانتفاخ، وزيادة درجة حرارة الجلد مكان الحقنة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، كما من الممكن أن يحدث ردّ فعل تحسسي كعرض جانبي محتمل بعد أخذ جرعة من اللقاح، ولكنّه نادر الحدوث، ويجب عند اشتباه حدوث فعل رد تحسسي مراجعة أقرب مستشفى قريب لتلقي العلاج اللازم.[٦]
يتمّ إعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال (بالإنجليزية: Polio Vaccine) واختصاراً (IPV) في الشهر الرابع من عمر الطفل،[٧] ويمكن أن يعاني بعض الأطفال بعد تلقيهم للقاح شلل الأطفال من احمرار وألم مكان أخذ الحقنة، ولكن بشكل عام فاللقاح آمن، وكأيّ دواء يمكن بشكل نادر أن يعاني بعض الأطفال بعد أخذه من ردّ فعل تحسّسي.[٨]
إلى جانب اللقاحات المذكورة سابقاً، يتمّ إعطاء الطفل في عمر الأربعة شهور الجرعة الثالثة من لقاح الكبد الوبائي ب (بالإنجليزيّة:Hepatitis B Vaccine)، وذلك حسب برنامج التطعيم في بعض الدّول كالأردن،[٩] وفي دول أخرى يكون أخذ لقاح الكبد الوبائي ب على أعمار مختلفة، حيث تكون الجرعة الأولى عند الولادة، والجرعة الثانية على عمر الشهرين، والجرعة الثالثة على عمر الستة شهور، وهذا حسب برنامج مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزيّة: Centers for Disease Control and Prevention) التابعة للولايات المتحدّة الأمريكيّة.[٣]
من شأن هذا المطعوم أن يقي من الإصابة بمرض الكبد الوبائي ب الذي يصيب الكبد بشكل سريع، ومع ذلك، فإنّ الفيروس يظهر أيضاً في سوائل الجسم كالدّم، واللعاب، والإفرازات المهبليّة، والسائل المنويّ، ولأنّ إصابة الإنسان بالعدوى ممكنة، وجب إدخال لقاح الكبد الوبائي ب إلى برنامج تطعيم الأطفال؛ إذ إنّ إصابة الإنسان بالعدوى تكون عن طريق نقل الدم، أو استعمال حقنة ملوّثة، أو عن طريق نقل الأم لطفلها، وغيرها. أمّا عن الاعراض الجانبيّة، فيمكن ملاحظة احمرار وألم مكان الحقنة، وبصورة نادرة يمكن أن يُلاحَظ ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وملاحظة أعراض تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا لعدّة أيام بعد الحقنة.[١٠]
حسب برنامج مراكز مكافحة الأمراض وانتقائها، يتمّ في عمر الأربعة شهور أخذ الجرعة الثالثة من لقاح المكوّرة الرئوية (بالإنجليزية: PC vaccine)، ويقي هذا المطعوم من الإصابة بمرض المكورات الرئويّة، ومن الجدير بالذّكر أنّه يتمّ إعطاء هذا المطعوم في سلسلة من أربع جرعات،[٣] وكما المطاعيم السابقة، يجب ألّا يُعطَى هذا المطعوم للطفل الذي حدث له ردّ فعل تحسسيّ جرّاء أخذ جرعة سابقة من المطعوم، أو الطفل الذي لديه تحسّس من أيّ مكوّن من مكوّنات المطعوم.[١١]
حسب برنامج مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، يتمّ إعطاء لقاحٍ يحمي الأطفال من عدوى فيروس الروتا (بالإنجليزية: RV vaccine) في الشهر الرابع أيضاً؛ إذ إنّ هذا الفيروس من أهم أسباب إصابة الطفل بالإسهال، ويتمّ إعطاء هذا اللقاح على جرعتين أو ثلاث،[٣] ومن الجدير بالذّكر أنّ فيروس الروتا سهل الانتشار بين الرضّع والأطفال، ومن الأعراض الأخرى التي يسبّبها هذا الفيروس: الإسهال المائي الشديد، والاستفراغ، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في البطن، ومن الممكن أن يتعرّض الطفل نتيجةً لهذه الأعراض للجفاف، ويمكن أن يحتاج إلى البقاء في المستشفى لتلقّي العلاج اللازم.[١٢]
المقالات المتعلقة بتطعيم الشهر الرابع